بقدر ما حظي مقهى النجم الكبير ياسر القحطاني المحترف في العين الإماراتي بإعجاب الزوار والجمهور الحاشد في شارع التحلية، بقدر ما كانت الفرصة قوية جدا في محاصرة الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال وبجواره ياسر القحطاني والمطالبة بعودته الموسم القادم والسؤال عن أسامة هوساوي واحترافه في أندرلخت البلجيكي ومشاكل الفريق الفنية.
أيضا ومن خلال متابعة (قووول أون لاين)، نال ياسر القحطاني نصيبه الوافر من الحب أولا، والهتاف باسمه في كل مرة يكون المجال متاحا لفتح الأبواب عند قدوم ضيف ، حيث الهدير مثلما في مدرجات الملاعب أمام البوابة الرئيسية مع محاولات قوية جدا للاقتحام من الأبواب الخلفية، مما دعا المنظمين إلى استدعاء رجال الأمن لدرء أية تصرفات، ولضبط الأمور في مجملها. وظل ياسر أسير المطالبات بأن يعدهم بعودته الموسم القادم، وكان يبتسم كثيرا ويتحدث قليلا ويومئ برأسه أيضا (أبشروا).
وحين حضر الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس النادي وبعد أن أخذ مكانه بين الإعلاميين، هنأ ياسر كثيرا وشد على يده وأبدى إعجابه الكبير بالمقهى، ونوه بخطوة ياسر في استثمار نجوميته والمحافظة على أمواله وتنميتها تجاريا، ونصحه بالجودة دائما كي يبقى المقهى بسمعة تعزز من ربحيته.
واقتحم مذيع قناة دبي الجلسة وبعد أن أهدى الجميع التحية قال بصوت واثق (ترى ياسر صار ولدنا ما راح نتنازل عنه يا سمو الأمير)، وضج الجميع بالضحك مع أصوات جماهيرية تعارض قبل أن يرد الأمير بابتسامة وتأكيد على أن ياسر عائد للهلال، ومن ثم جلس المذيع إلى جوار الأمير لمحاورته.
قبل ذلك كان الحديث منصبا على ياسر وأسامة هوساوي ومدرب الهلال ومستوى الدوري ومن هو الأحق باللقب.
الجماهير وياسر ورادوي
الجماهير كانت ترفع أصواتها بين فترة وأخرى، وما يكاد الأمير يأخذ نفسا من حديثه للإعلاميين (وديا)، إلا ويطل مشجع برأسه (هذا ياسر قدامك لازم يرجع)، وفي المقابل يزداد ياسر انشراحا ويقترب إلى الأمير لكنه لا يعطي إجابة قاطعة، حتى أن الرئيس كان يوجه الحديث له ويصر عليه ولكن ياسر يرد مبتسما أكثر من أن يجزم بنعم أو لا، وفي ظل تنامي الحديث ترك ياسر القرار للناديين الهلال والعين، في حين كان الأمير عبدالرحمن يردد (ياسر سيعود). ونوه بمستواه وتألقه في الدوري الإماراتي، وزاد بأنه على تواصل مع كوزمين الذي أكد أن ياسر صار صانع لعب مميز ويأتي من الخلف أفضل مما كان في الهلال، وأنه يشكل مع جيان أسامواه ثنائيا خطيرا وقويا ومتناغما. وسأل الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ياسر عن الروماني رادوي، فقال ياسر (إنه في قمة تألقه ومرتاح، بل إن بطاقاتي الصفراء أكثر منه)، وعاد الجميع بذكريات رادوي مع الهلال وكيف وصل به الحال بسب ما تعرض له من مضايقات ومناكفات.
وأثنى الأمير عبدالرحمن بن مساعد كثيرا على رادوي وتعامله المميز وخصوصا أنه وقع تجديد عقده قبل أن ينتقل للعين فاستفاد الهلال ماديا، منوها بعقليته حتى وإن كان العقد يلزمه بستة أشهر وبالتالي يتأخر انضمامه للعين، ولذا اختار حلا مثاليا له وللهلال.
الجماهير كانت تتزايد بشكل لافت جدا خارج المقهى تتقاطر وتتدافع وتعلو أصواتها تريد الدخول، ولا تكل ولا تمل هتافا باسم ياسر الذي بدوره كان يخرج بين فترة وأخرى لاستقبال بعض الضيوف على بعد عشرة أمتار تقريبا من البوابة الرئيسية وكان يصافح ويبتسم ويلوح بيده للجماهير.
وفي النهاية استنتجنا أن ياسر أقرب أن يبقى في العين منه للعودة مع تمويهه بأن القرار يخص الناديين، وهذا يعني انه مرتاح جدا في العين ولن يمانع في العودة للهلال إذا لم تتفق إدارتا الناديين.
هوساوي وبلجيكا
أما الجزء الثاني فيخص أسامة هوساوي الذي تزامن انتشار خبر توقيعه لإندرلخت مع حضور الضيوف والزوار للمقهى، إلى أن حضر الأمير عبدالرحمن الذي أوضح أنهم في الإدارة على علم بأدق التفاصيل وأنهم سمحوا له بالسفر في إجازة ثلاثة أيام بعد أن أكد هوساوي أنه ذاهب للكشف الطبي والتوقيع، وخصوصا أن الفريق لم يكن أمامه استحقاق مهم عدا مباراة الاتفاق في ختام الدوري وهي أيضا تمنحه راحة بدنية ونفسية لما تبقى في مشواره، وخصوصا أن مثل هذا الخبر يقطع دابر الانتقادات والاتهامات والتأويلات وينصف مصداقية اللاعب، وشدد رئيس الهلال على أهمية احتراف اللاعب السعودي خارجيا، وأيده كثيرا الأستاذ عادل عصام الدين الذي قال "هذا أول عقد احترافي قوي ومقنع بأن يلعب لناد كبير ومعروف ومؤهل للعب في أبطال أوروبا". أما الجمهور فكانت أغلب آرائهم المطالبة بمدافع أجنبي مميز ولاعبين آخرين في السنة القادمة وقبل ذلك مدرب يعيد الثقة مثل كوزمين وجيريتس.
من هو مدرب الهلال القادم؟
وهنا انتقل الحديث إلى المدرب الهلالي ومواصفاته، فشدد الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن (قوة الشخصية) ميزة أساسية في نجاح المدرب لأنه يضبط اللاعبين وبالتالي يؤسس لعمل ناجح أو منظم، مشيرا إلى أن أفضل مدرب يقوم بمهام العمل الإداري والفني كان جيريتس، والآن مدرب الشباب برودوم، وشدد مرارا على أن وجود مدرب مثلهما صعب جدا، ولا سيما أن البعض يترددون كثيرا في قبول العمل في الخليج، وكذلك العقود صارت باهظة جدا. وباختصار وصل الأمير بقناعته إلى أن أهم شيء البحث عن مدرب مميز قبل التعاقد مع لاعبين، (المدرب هو الأساس). وضرب عدة أمثلة بمدربين فكرهم جيد ومنظمين لكن شخصيتهم ضعيفة أو بمعنى أدق لطيفة.
الشباب وأحقيته بالدوري
توسع الحديث عن الدوري والسلبيات والإيجابيات، واعتبر تحقيق الشباب اللقب عن جدارة وأنه عمل منذ نهاية الموسم وأحضر مدربا قويا ولاعبين أجانب مفيدين، والأهلي عمل وثابر ولكن المباراة النهائية كانت فيصلا. أما الهلال فكان قريبا وظل ينافس بقوة (لكن مباراتي التعاون والأهلي تباعا قصمت ظهر الفريق، بأخطاء تحدثنا عنها سابقا)، واعترف الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالأخطاء التي وقعوا فيها، وخصوصا أنهم لم يجدوا مدربا على غرار جيريتس، ولا سيما بعد تراجع مارتن أونيل في وقت متأخر، واعتبر توماس دول جيدا فنيا ولكنه ضعيف مع اللاعبين.
الأمير عبدالرحمن بن مساعد بتلقائيته وألقه ومثاليته وتواضعه أمضى نحو الساعة في نقاش ودي ورياضي بحت في وجود حشد من الصحافيين وأمام جماهير من الضيوف المدعوين أمام عدسات المصورين والقنوات الفضائية، قبل أن يغادر بحفاوة كل الموجودين، ولكنه خرج من الباب الخلفي الذي دخل معه أيضا بسبب تزاحم الجماهير أمام البوابة الرسمية.
نحن في (قووول أون لاين) قدمنا تقريرا مفصلا بالصور عن المقهى ومحتوياته أمس حيث يضم غرفة ثلجية تصل درجة حرارتها 25 تحت الصفر، ويدخلها الزوار بفرو وجاكيتات خاصة في عز الحر. أيضا توجد غرفة بمستوى مسرح وكراسي بشكل مدرج جمهور وشاشة بحجم الجدار ، ويوجد غرف خاصة وقسم نسائي وقسم للعوائل والطلبات تتم عن طريق (آيباد). وحظي المقهى 20y بإعجاب الزوار والجمهور.