هو الإنسان الهادئ... الذي قرر أن يسكن في داخلنا... تعلمنا منه كيف يكون للصمت معنى... وكيف يكون الصمت لغة... وأحياناً خنجراً يطعن في قلوب الحاقدين.
هو اللاعب الذي لم يفقد بريقه وتوهجه وشهرته وتزايد التعاطف معه على رغم ابتعاده عن المستطيل الأخضر لأكثر من عشر سنوات، هو الظاهرة التي لم يستطع أحد أن يفسر تعلق الآخر به أي آخر ربما، لأنه نجم فوق العادة... وفنان لم يستطع أحد أن يقلده أو يشبهه وهداف لم تنجب الملاعب المحلية هدافاً يملأ الفراغ الذي تركه.
إذا هو ماجد عبدالله، اللاعب الوحيد محلياً، الذي امتلك شعبية تفوق الأندية الكبيرة ببطولاتها وإنجازاتها بما فيها ناديه.
تلك حقيقة لا تحتاج إلى جدال ولا إلى سجال، فالأسمراني صفق له الجمهور حتى وهو يسجل في شباك الأندية التي أحبوها وعشقوها... إنه ماجد وهذا ما يفسر لنا تلك العلاقة.
ببساطة أن تلك العلاقة بين ماجد وجمهوره أقوى من عاملي الزمن والنسيان أقوى من نجم رحل ونجوم جاءوا من بعده... إنها علاقة صادقة لا ترتبط بمرحلة النجومية على المستطيل الأخضر بل هل هي علاقة ود واحترام وظاهرة لم تفسر حتى الآن.
والغريب أن هناك جيلاً من الشباب لم يشاهد ماجد عبدالله وهو يتوهج عبر المستطيل الأخضر لصغر سنهم - آنذاك - ولكنهم أصبحوا حالياً يتغنوا به وبفنه ويرفعون الصوت عشقاً له... من أين جاء هذا الارتباط العفوي... وما السبب في توجه جيل لم يشاهد «ماجدنا» على المستطيل الأخضر بالتعلق به في الوقت الراهن؟
الجواب ببساطة إنه ظاهرة وإلا لم تغن به أطفال اليوم، وهم لم يشاهدوه إلا من أشرطة الفيديو والفضائيات والبرامج الخاصة به.
كم ندمنا وتألمنا وكم من الآهات خرجت منا في عام 99، إنه الانتظار لم نمل ولم نيأس ولم نتنازل عن يوم الوداع في المستطيل الأخضر، هو فقد الأمل وجمهوره تمسك ببصيصه ونجح الأخير في تحقيق أمنيته، الآن تسخن اللحظات للعشرين من أيار (مايو) فقد تجاوز محبوه عتمات الليل وتنفسوا الصعداء بعد عشرة أعوام من الانتظار.
الآن يحق للجمهور الماجدي أن يفرح بانتصاره ليس لإقامة مهرجان وداع لمن أحبوا وعشقوا فنه ومهاراته وأهدافه بل لأن صبرهم انتصر على اليأس وكما يقولون «كل تأخيرة فيها خيرة» وحضور ريال مدريد هو الفريق الذي يليق بتاريخ الأسمر وكفى.
فقط أود ومعي الملايين أن أرى لحظة وداع ماجد بجمهوره الصابر لعشر سنوات ليلقي عليه تحية وداع الملاعب... تابعوا هذه اللحظة فقط لتروا أن حب الجمهور لماجد هو من النوع النقي الصافي الصادق، الذي لا يرتبط بأي شيء سوى تعلق الملايين بهذا النجم الأسمر.