العالمي الاصفر درع التميز
عدد المساهمات : 476 نقاط : 1345 درجة التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 21/03/2011
| موضوع: من روائع الشيخ صالح المغامسي سلمه الله ( الراسخون في العلم ) الجمعة أبريل 15, 2011 7:43 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير وسرور
من روائع الشيخ صالح بن عواد المغامسي سلمه الله ..
بعد تأديب الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بالوقوف بين يديه ليلا، ألبسه سبحانه وتعالى أعظم الأخلاق وأكمل الصفات، فتجمل بها عليه الصلاة والسلام حتى صار في بيته خير زوج وهو لأحفاده خير جد ولأمته أعظم قائد وهو في ذلك كله عبد متواضع لله رب العالمين، فكان ولا زال هو القدوة الأول لعباد الله المؤمنين.
..
من أعظم الظلم ظن الإنسان أن صنع الخير يكون بظلمه لغيره، قال تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) وغاية الأمر أن تعلم أيها المسلم أن الظلم من أعظم ما عجلت به عقوبة الله جل وعلا في الدنيا والآخرة.
..
ما أرتفع شيء إلى السماء أعظم من الإخلاص لله جل وعلا، وما نزل إلى الأرض شيء أعظم من توفيقه لعبده سبحانه وتعالى، وعلى قدر الإخلاص يكون التوفيق، ولنعلم أن رحمته سبحانه تستدر بعبادته على أكمل وجه، وبالضعف والاستكانة والافتقار إليه يستبعد سخطه وترفع نقمته عن خلقه عز وجل.
..
الواجب على المؤمن أن يكون محسن الظن بربه عظيم الثقة به مع اليقين بأن مقادير الأمور بيده سبحانه وتعالى دائما وأبدا، لأن من لا يعرف ربه إلا قليلا وظن أن العطايا مردها إلى أمور مادية دنيوية زائلة لا إلى العلي الكبير، استوطن الحسد قلبه وأكل عليه حسناته كما تأكل النار الحطب.
...
لا يمنعنا ديننا الإسلامي من أن نبكي أو نحزن على فراق موتانا من الأهل والأحباب، لكن الواجب علينا هو أن نجعل ذلك الأمر منضبطا فلا تتعطل به سنن الحياة، ولنعلم جميعا بأن الدنيا لا يمكن أن تكون قائمة على حياة أحد أو موته. .. من أعظم خصال المرأة المسلمة وأجل مناقبها وأهم مميزاتها عن غيرها من النساء صفة الحياء فيها، والله عز وجل قد أثنى في كتابه الكريم على تلك المرأة التي خاطبت نبيه موسى عليه السلام بقوله: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا). ...
قال تعالى: (فما ظنكم برب العالمين) كثير من أهل التفسير ذهبوا إلى أن معناها "ما ظنكم برب العالمين أن يفعل بكم إذا لقيتموه وقد أشركتم معه غيره" والأظهر أن معناها منصرف إلى "أي ظن سوء هذا الذي ظننتموه بربكم من النقص والعجز فدعاكم إلى أن تجعلوا من الأوثان والأصنام آلهة تعبد معه أو من دونه" لأن من لوازم الكفر سوء الظن بالله عز وجل. .. من أراد أن يعلم مقامه عند الله فلينظر أين أقامه سبحانه وتعالى، فإن كان المؤمن قائما بين يديه في ظلمات الليل يعبده ويرجوه ويستغفره ويتوب إليه ويسجد له، فذلك من رحمته تبارك وتعالى به، بدليل الأسوة الأعظم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما افتقدته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ذات ليلة فوجدته منتصب القدمين في المسجد يصلي. ..
ما أحوج الأمة اليوم إلى من صدقت نيته وحسن خلقه وزكى بنفسه عن سفاسف الأمور بتعاليم الدين، ثم أطلق لها ولعقله العنان نحو سحائب المعرفة ورياض التجربة ينهل منها، لا تحكمه حزبية بغيضة أو ذا سلطان يأسره بعطاياه أو جمهور يقوده بدل أن يتقدم في ركبها ليضيء بنور الله عز وجل دربها.
. لا يدعي المؤمن الصادق ما ليس له ولا يفتري على غيره من المسلمين ما ليس فيهم، وهو أيضا لا يبخسهم حقهم ولا يدفعه طلب حقه إلى أن يتقول على غيره من الناس ما لم يقولوا ,أو يدعي عليهم ما لم يكن منهم، لأنه يعلم أن ذلك إن خفي عن الخلق لن يخفى على علام الغيوب جل جلاله.
...
من حسن ظن العبد المؤمن بالله عز وجل أن يدرك أنه سبحانه وتعالى لا يضيع أجر المحسنين، وإن من صدقت سريرته وسلمت نيته ووافق عمله هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله يحفظ له عمله ويوفيه أجره ويجزل مثوبته، بذلك وعد وبه عاهد ومن أوفى بعهده من الله .
.. دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصحابي الجليل عثمان بن مظعون رضي الله عنه وقد توفي فأغمض بصره ثم قال لمن حوله من أهل بيته: (إن الروح إذا صعد يتبعه البصر)، فسمى عليه الصلاة والسلام الروح بسمها ولم يسمها نفسا وذلك لانفصالها وعدم قدرة الإنسان على اختيارها وإنما تمتزج ببدنه بأمر من الله عز وجل.
. لا يحسن بالمؤمن أن يطلع على عورات إخوانه المسلمين، لأن التنقيب عن العثرات والبحث عن الأخطاء يجلب غضاضة النفوس وسيطرة تلك الأفكار السيئة على قلب الناظر إليهم والمتتبع لزلاتهم، ومن الأفضل بقاءها مستورة مع النصح بالحكمة والوعظ الحسن دام أن تلك الخطيئة وذلك الذنب لم يخرج صاحبه من ملة الإسلام.
..
دمتم في حفظ الله ورعايته | |
|