جديد على مستوى المنافسات السعودية, فالهلال يغرد وحيدا وهو الرقم الصعب والثابت, وبقية منافسيه مجرد ألوان متحركة ومتبدلة, وفي كل موسم جديد نرى منافس لهذا الأزرق غير المنافس السابق.
الاتحاد والشباب والأهلي والنصر والاتفاق والقادسية والقائمة تطول وتطول من منافسون مروا على الموج العاتي فابتلعهم, كانوا هناك في أرض الميدان يتنافسون مع زعيم البطولات ولكنهم اختفوا ولم يبقى لهم أي أثر, ولعل آخر المنافسون لحوت البطولات وسيدها هو فريق الوحدة الذي نازل الهلال مساء يوم الجمعة على نهائي كأس ولي العهد, ورغم الغياب الطويل لفريق الوحدة وتشوقه للبطولات وطموحه الذي يحدوا محبيه لتحقيق بطولة ولي العهد إلا أنه أنصدم بحاجز عجز أن يتخطاه من هو أقوى وأعتى وأشرس من فريق الوحدة مع احترامي له, ولذلك كانت النتيجة الطبيعية فوز الهلال ونيله البطولة رقم (51), ورغم أن النقاد والمتابعين لم يتوقعوا أن يفوز الهلال على الوحدة بخمسة أهداف إلا أن هذه النتيجة ليست بمستغربة على الفريق الهلالي الذي سبق وأن فاز بها على فرق أكبر من فريق الوحدة ذو الإمكانيات المحدودة والتي لا تقارن بإمكانيات الهلال.
(نادي القرن) لا يهمه المكان ولا الزمان إذا ماوقع نظره على الذهب, ولعل ماميز هذا النهائي هو إقامته في أغلى بقاع الأرض وبين جماهير الزعيم التي اكتظ بها ملعب الشرائع, لتغني وتطرب على عزف ويلهامسون وزملاءه الذين حرثوا الملعب مساء يوم الجمعة وتفننوا وأجادوا وحققوا المراد والمطلوب.
فعلاً لا جديد حتى الكلام لا جديد فيه فما قلناه الموسم الماضي هانحن نقوله الآن ونردده وسنبقى نردده إلى أن يخرج (لزعيم آسيا) منافس قد يوقفه عن البطولات, وقتها قد نبدل الكلام وينبعث فينا الأمل لأننا وجدنا للهلال منافس قد يحيده عن مكانه, ولكن هذا لن يتحقق مادام الهلاليون على قلب رجل واحد ولا تهمهم أنفسهم بقدر مايهمهم الكيان الهلالي الذي ولد بطلا ليبقى بطلا لا ينافسه على الزعامة أحد, فالزعامة مكان واحد لا يمكن أن يجلس عليه إلا شخص واحد, والهلال تفرد بهذه الخصلة وجلس على كرسي الزعامة وأعتقد بأنه من الصعب إزاحة هذا الأزرق من زعامته ومن كرسي العرش الذي تربع عليه ليصبح (زعيم المملكة العربية السعودية).
بقي أن نهنئ الإدارة الهلالية على هذه البطولة الغالية, وعلى توفيرها للمناخ الصحي والمناسب للأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين, ونهنئ اللاعبين على ثباتهم على مستوى يعد (مقبولا نسبيا) مقارنة بلاعبي الأندية الأخرى, ونهنئ جماهير الزعيم الكبيرة والطاغية على تنقلهم خلف زعيمهم في كل مكان مما نتج عنه (51) بطولة استحقها الهلال إدارة ولاعبين وأجهزة فنية وإدارية عن كل جدارة, ولا أنسى في هذه الأسطر أن أشيد بأحد رموز الهلال والمشرف الحالي على كرة القدم الأسطورة الخالدة سامي الجابر على مايقوم به من عمل جبار وجهد عظيم ينم عن عقل كبير وفكر سليم اكتسبهما من خلال الخبرة والتمرس والعلم والثقافة, فهو يستحق الشكر والثناء من جميع منسوبي الهلال ومن جميع النقاد والمحللين المحايدين.
تحت السطر
*يستحق الهلال كل ماحققه من بطولات على مر السنوات الماضية, فالجهد المبذول والتعاضد الواضح بين أبنائه يصعب أن نشاهده في أي ناد آخر.
*ويلهامسون ورادوي وياسر والشلهوب وهوساوي والفريدي وأحمد علي بتحركاته, قوة ضاربة لا يمكن التنبؤ بما يفعلونه.
*كان الوحدة يستحق بطولة يفرح بها أهالي الأرض الطيبة ولكنهم واجهوا الهلال وأقول الهلال ويكفي الاسم عن أي تعبير آخر.
*ميريل رادوي حفر اسمه بماء من ذهب في قلوب عشاق الهلال ولا يمكن نسيانه.
*قد يُبعد رادوي وقد يرحل من تلقاء نفسه ولكن لا يمكن لأحد أن يمحوه من ذاكرة عشاقه ومحبيه الكثر.
*مع كل بطولة يصفعهم الزعيم ليعودوا لجحورهم مطأطأين الرؤوس.
*يبقى الزميل العزيز عيد الثقيل صاحب الخلق الرفيع أحد الأشخاص القليلين الذين نجحوا في إدارة الشؤون الرياضية عبر الصفحات الرياضية.
نقطة تأمل
إن الناجحين مبادرون شجعان يعقلونها ويتوكلون.